التخييم بالقرب من سور الصين العظيم
عندما كنت صغيرة، كان فيلمي المفضل Big Bird Goes to China. وقد شاهدت هذا الفيلم عشرات المرات دون ان اشعر بالملل.
وما زلت إلى الآن أغني أغنية الطيور الصفراء العملاقة في مسلسل شارع السمسم التي تتحدث عن تعلم اللغة الصينية
أنا أحب الفيلم ليس فقط بسبب المسلسل التلفزيوني الذي ينتمي إلى بلدي أميركا وهو شارع السمسم.
عندما كانت الطيور الصفراء تغني عن تعلم اللغة الصينية. ولكن بسبب الفضول الذي بدأ حيث كنت اشعر انه كل شيء أجنبي سيكون مختلفا جدا.
ولم أستطع أن أصدق أن تلك المناظر الطبيعية والمباني والأشخاص ينتمون إلى نفس الكوكب الذي عشت فيه. وكنت احلم كما معظم الأطفال أن اقوم بحفر نفق وإنهاء سور الصين العظيم.
قبل بضعة أشهر طلب مني صديق من جمعية المسافرين للانضمام إليه في رحلة تخييم بالقرب من سور الصين العظيم في عطلة نهاية الأسبوع بالقرب من سور الصين العظيم .
وبالطبع قررت بالانضمام دون تفكير وخاصة انني شعرت انه من الممكن أن أحقق حلم الطفولة في الذهاب إليه.
الوصول إلى مكان التخييم
بعد رحلة القطار الليلي من شنغهاي إلى بكين توجهنا لتناول وجبة الإفطار، حيث كان من المتوجب علينا بعد ذلك ركوب حافلة تستغرق ثلاث ساعات للوصول الى سور الصين العظيم .
وبعد ان انتهت رحلة القطار ذهبنا زيارة سريعة إلى ضريح ماو تسي تونغ
وعند وصولنا الى المكان كان علينا التوجه الى بقعة التخييم التي اخترناها.
وكان الارتفاع عاليا بعض الشيء حيث أن معظم السياح الذين يأخذون رحلة نهارية من بكين سيختارون القسم الأقرب والمستعاد من الجدار يسمى بادالينغ Badaling.
وهو القسم الذي ذهبت إليه في أول رحلة لي إلى الصين ولكنني لن أوصي به لأنه مزدحما للغاية ويفتقر إلى الأصالة .
وقد كان هناك زحافة التزحلق التي تمتد من أعلى إلى أسفل للوصول إلى الجزء الأكثر من رائع وهو جيانكو .
فقد كانت البرية هناك ذات جمال خلاب لا يمكن ان اتصوره
حفلة الشواء ونصب الخيام
عندما وصلنا إلى موقعنا فقد أعطيت لنا الخيام وأكياس النوم وحصيرة للتخفيف من وطأة السطح الصخري.
وقد اشعلنا النار لحفلة شواء رائعة على أطلال سور الصين العظيم ذلك السور الذي طالما ما حلمت أن استعيد أجواء ذلك الفيلم الذي احببته.
قمنا بشواء اللحوم والخضروات حيث الشمس فوق الجبال كما تحولت السماء إلى اللون الوردي.
عندما نظرت إلى أسفل رأيت هيكل إحدى عجائب الدنيا العظيمة في العالم ولن استطع التعبير كم كنا محظوظين بسبب انه اتاح لنا التخييم بالقرب منه
في تلك الليلة بعد ان قررنا الراحة نصبنا الخيام وكل منا ذهب الى خيمته فقد كانت الرياح باردة.
على الرغم من اننا كنا في الصيف فطويت نفسي بوضعية تشبه وضعية الطفل وكأني استعيد طفولتي في انتظار ان تشرق الشمس
قبل حلول الفجر، خرجت من خيمتي ووقفت فوق إحدى نقاط البحث وكنت الوحيدة التي استيقظت في هذا الوقت وأخذت الاستماع إلى الصمت. للتمتع بهذا الأفق الشاسع الصامت .
وفي أثناء صمتي نظرت الى الشمس حيث بدأت بالظهور فوق الجبال وعلى السور العظيم .
وبدأت الخيام بأحداث بعض الصخب وسرعان ما كان الجميع يخطو على محيطي المهيب ليقطع علي خلوتي مع هذا الأفق الصامت
قضينا الساعات القليلة القادمة بصنع الخبز المحمص والقهوة، مع التقاط الصور وتبادل القصص وعندما حان وقت للذهاب،
نظرت إلى مخيمنا – في الجزء الصغير من سور الصين العظيم – وابتسمت فقد كانت اجمل رحلات حياتي